ذات مساء ذهبتُ برفقة أسرتي إلى أحد الشواطئ للبحر الأحمر كانت الساعة تقترب من الخامسة مساء ً تزيد بدقائق تنقص بدقائق ربما لكن في حدود ذلك التوقيت كان الجو لطيفاً والمكان هادئا ً بعيداً عن الزحام !! 

تأملت في البحر مليا ً كيف كانت الأمواج تقذف بعضها البعض وكيف كان طائر النورس يحلق حوالينا ويأخذ ما نرميه له من الطعام الذي كنا نتناوله لحظات جميلة ونسمات هواء باردة تغلغل إلى داخل الروح والجسد !!

لحظة مرح وسعادة عشتها برفقة الأسرة رغم القول السائد ان البحر غدار  وأي غدر يقوم به البحر ونحن من يقطع المسافات َمن أجل الوصول إليه لكي نستمتع برؤية جماله وقوة احتماله لتلك الأمواج المتدفقة على سطحه وتلك السفن القابعة فوق ظهرة وتلك المخلوقات العجيبة داخل جوفه وتلك الأشعة التي تنساب من بين الغيوم لترسم لوحة جمالية عند غروب الشمس على جنباته !!

أي غدر يقوم به البحر رغم ما يقاسيه من قاذورات ترمى داخله ومن تجارب لإفناء البشر تعمل بين مياهه أي غدر يقوم به وهو مخلوق أودع الله فيه من عجائب قدرته ما يفوق الوصف ويحتويه العقل !!

أي غدر يقوم به البحر وقد احتوى من الكائنات الحيّة ما يفوق أضعاف وزنه وما يفوق ما يعيش من الكائنات الحيّة على اليابسة اي غدر يقوم به البحر وقد احتوى داخله نبي خلد القرآن الكريم إسمه إلى قيام الساعة !!

أي غدر يقوم به البحر وهو من يقذف الجيف خارجاً كي لا تلوث جمال روحه وصفاء ماءه  وبهاء رونقه !! 

جميل أنت أيها البحر وجميلة ٌ هي امواجك الزرقاء وجميل هو هديرك الزاخر ومظهرك الباهر رغم مايقال عنك من غدر فقد كتب عنك الأدباء وتغنى بك الشعراء وهام بعشقك العشاق  وحيّر وصفك أقلام الكتاب !! 

 ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠